مقدمة
الحب هو قوة حياة خلاقة مصدرها الله ، ف" الله محبة" (يو8:4)، الحب الصحيح هو ذلك الذى يكون مقدمة للخطوبة و الزواج، فلا يوجد حب لمجرد الحب، وإلا يكون شخص يتسلى بالطرف الأخر وهدفه الوحيد هو الإستمتاع، ودائما الذى يحب شخص حب حقيقى يخاف عليه ولا يقبل أن يمسه أحد بكلمة سوء.
نكرر الحب لابد أن يكون مقدمة للزواج، أو كما يقول علماء العلوم الإنسانية (الأنثروبولوجى) أن "الحب يكرسه وعد بالزواج" وبناء عليه فيجب أن يكون له زمان مناسب يتفق هذا الزمان مع ظروف الطرفين وإمكانياتهم، ومن الممكن أن تكون الظروف مناسبة تماما بعد التخرج مباشرة ، وقد يحتاج الشاب لعدة سنوات بعد التخرج.
ومعظم مشاكل الشباب فى الحب ترجع إلى عدم اختيار الوقت المناسب، ويحدث نتيجة لهذا أن يضطر أحد الطرفين إلى التخلى عن الأخر ، لأن هناك ظروف أقوى، وتلامس مع الواقع بنزع الأحلام الوردية.
وكان يمكن تلاشى كل هذا لو أحسن الفرد صنع القرار، وفكر جيدا و لم ينساق إلى عاطفته مهما كانت مقدسة، طالما لن يتوافر لها طريق التحقيق النهائى (الزواج) وبهذا ينجى نفسه من الدخول فى دوامة من العذاب و الاحباط أو الإكتئاب و اليأس.
ونحب أن نوضح أنه يجب أن يكون فى قلوبنا فى البداية حب عام تجاه المجتمع و الأسرة، وذلك قبل أن يكون لنا حب خاص موجه إلى شخص من الجنس الأخر بهدف الزواج، فالمعروف أن الكوب لا يفيض إن لم يمتلىء أولا.
مم يتولد الحب؟؟
يتولد الحب من عاطفة الإنسان، والعاطفة جهاز خاص موجود فى النفس الإنسانية، فالنفس الإنسانية فيها عنصران أساسيان:
العقل : وهو المسئول عن الوعى و الإدراك (الفهم) والتفكير و الاستنتاج و صنع القرارات.
العاطفة : وهى المسئولة عن المشاعر و الأحاسيس(الفرح،الحماس،الحب،الحزن،الكراهية) وحينما يوجد الإعجاب فهو يحرك العاطفة فتتولد منها مشاعر الحب.
الميل و الإعجاب:
قلنا سابقا أن الصداقة بين شاب و شابة ممكن أن تتطور وحينما أن تتطور فهى تصل إلى درجة الإعجاب(إعجاب بشخصيتها-طريقة تفكيرها-شكلها أدبها…)، وعندما يُعجب الشاب بفتاة فهو يرى فيها الأشياء الجميلة ، وكلما تقدم الإعجاب و زاد، اختفت من تفكيره و بصره الأشياء السيئة لذلك يقال أن "الحب أعمى"
LOVE IS BLIND
وقد رأى أحد المفكرين فى هذا القول مبالغة زائدة و فى رأيه أن الحب أعور(أى يرىبعين واحدة) يرى بها المحاسن و الأشياء الجميلة ، أما قولهم "أعمى" إذن فهو لا يرى أى شيئاًَ على الإطلاق! والحب لا يرى الأشياء الجميلة فقط ، بل أيضاً حتى الأشياء السيئة يراها جميلة فهو يرى فى الفتاة العنيدة أن شخصيتها قوية! و فى الماكرة و الخبيثة يرى الحكمة و الذكاء!
هذا الميل والإعجاب عبارة عن شعور عاطفى يدفعه للوجود على الساحة و يزيده عدة عوامل :
1- عوامل داخلية : وتتمثل فى الميل إلى الجنس الأخر ، و هذا ميل طبيعى و مقدس ، لكنه يحتاج إلى توجيه و إرشادحتى يسلك الإنسان بحكمة ، ولا شك أن إعتدال الأمور هو أنجحها فلا إفراط فى العلاقات ، ولا احجام و انزواء و تقوقع.
2-عوامل خارجية : مثل الملابس الجميلة الأنيقة-عطور خاصة-وسائر طرق التجميل ... بالإضافة للجو العام (جو شاعرى-موسيقى هادئة-ضوء خافت).
هذا و تختلف درجة الميل و الإعجاب من شخص إلى أخر ، وعندما يوجد الميل و الإعجاب بين شخصين فلا يمكن إخفاؤه عن الأخرين ، فسوف يشعرون به (من طريقة تعاملك معها-نظراتك إليها)، فالميل و الإعجاب لغة صامتة يحس بها الناس.
لكن انتبه :
فليس معنى الإعجاب بشخص من الجنس الأخر ، أن تحاول أن تكون لك علاقة خاصة معه ، فلماذا لا يستمر الإعجاب إعجاباً دون ارتباط عاطفى؟!
1- فيجب أن لا تنسى أن هناك شخصيات لها جاذبية عامة ، أى تتمتع بالقدرة على جذب انتباه كل من يتعامل معها.. فهل يفكر كل هؤلاء المعجبون فى الارتباط بهذه الشخصية عاطفياً!!!
2- كل إنسان فيه من الصفات الجميلة ما يستحق الإعجاب ، فلا مانع بالإعجاب بالأخرين ، ولكن لتستغل هذا الإعجاب فى اكتساب هذه الصفات الجميلة والتى تنقصك.
3- ليس معنى إعجابى بشخص أن يُعجب هو أيضاً بى ، فلابد من احترام حرية الشخص الأخر.
4- لابد من تحكيم العقل و العودة إلى الواقع ، بدلا من تخيل إعجاب من طرف ما نتيجة لتفسيرات مرضية تخدم رغباتنا.
ماذا يعجب الشاب فى الشابة التى يرغب الارتباط بها (والعكس) :
كثيراً ما يميل شاب إلى شابة معينة لأنها تشبهه، و تشترك معه فى كثير من الصفات و الميول ، والواقع أنه يعجب بنفسه أو بصورته فيها.
لكن هناك كثيرين يميلون إلى من يختلفون عنهم ، فهو يراها مكملة له ، فالكثير الحركة مثلاً يحب الهادئة ، الأسمر يميل إلى الأبيض.
الشاب قد يحب فتاة لأنها تشبه أمه، فبها صفات كثيرة من أمه، بل قد يصل الأمر إلى التشابه فى الشكل أيضاً.
أحياناً يكون الإعجاب نتيجة لجمال الشكل وهو ما يسمى ب
"PHYSICAL ATTRACTIVENESS"
(الجاذبية البدنية).
فالشاب يحب فى الفتاة : الشعر الأصفر-العيون الزرقاء والخضراء-الصوت الجميل . و باقى الصفات الجسمية الجمالية .
و الفتاة تحب فى الشاب : طول الفتى-أناقة ملابسه-جمال وانسجام ملامح الوجه.
ويكون التركيز على النواحى الجمالية كبيراً فى فترة المراهقة و بداية العشرينات.
ولا شك أن الاهتمام بجمال الشكل مهم وطبيعى بالنسبة للرجل ، لأن الرجل يتأثر و يستثار بمجرد النظر .
لكن عند الثلاثين وما بعدها ، لا يصبح للشكل أهميته الكبرى ، إذ يطغى الجانب العقلى والواقعى على تفكير الشباب ، فيكتفى بأن تكون الفتاة مقبولة شكلاً .
قد يُعجب شاب بشابة نتيجة لتعبيراتها اللفظية الراقية التى تعبر عن الأحاسيس والمشاعر (شكر-إعجاب-مديح-تهنئة...) فالذى يعجب الشاب فى الفتاة هو بلا شك رقتها و عذوبتها ولطفها .
ممكن الإعجاب يكون نتيجة لسعة الأفق واتساع الفكر الذى يتمتع به أحد الطرفين ، فهى تجيد الحديث فى مجالات مختلفة وهى قارئة و مثقفة تستمتع بالحديث معها وتذهل من إطلاعها .
يميل الشاب المسيحى إلى الفتاة التى لها نشاط روحى ، خادمة، منتظمة ومواظبة على الحضور للكنيسة .
كثيراً ما تحلم الشابة بالارتباط بشاب له شهرته ، وله وضعه القيادى (حب البطل) ،فهى تُسر بأنه على الرغم من معرفته لعدد كثير من الشابات إلا أنه يلتفت إليها فقط ، ويهتم بها كثيراً ، ويفضلها على غيرها .
أنماط أو مستويات أو درجات الحب فى الكتاب المقدس :
حب الايروس (الحب الشهوانى) :Eros1-
وهو الذى يريد أن يمتلك الآخر فهو يتعامل مع الآخر كشىء و ليس شخص ، وهو حب أنانى متمركز حول الذات ، وهو حب استهلاكى يتخذ الآخر مجالاً لإشباع الشهوات .
نموذج : أمنون و ثامار .
حب الفيليا (الحب الإنسانى العادى) :Philia2-
وهو حب متبادل من خلاله تسود مشاعر الود، وهو عاطفى جداً ، والعاطفية فيه تطغى على العقل ، وهو حب متقلب .
نموذج : حب المراهقين-الحب بين أزواج و زوجات أبرار العهد القديم (مثلاً حب يعقوب لراحيل).
حب الأغابى (الحب المسيحى) :Agape3-
وهو الحب الإنسانى الأصيل ، والذى كان يتمتع به آدم وحواء قبل السقوط ، وحينما تمم الكلمة المتجسد الفداء و جدد طبيعتنا بالروح القدس، أعاد إلينا هذا الحب ، و أصبح يتمتع به كل إنسان مسيحى مؤمن ، ومن صفاته أنه حب باذل مُضحى ، حب حقيقى ، ناضج وواعى ، حب قوى وله القدرة على الانتصار على الموت فهو حب خالد.
أسئلة :
س1 : كيف أعرف أن هذا النداء الداخلى والإنجذاب نحو الآخر هو حب و ليس عشقاً؟؟
-العشق والشهوة يقوم على التهور والاندفاع والانفعال العنيف ، بينما الحب ليس كذلك، بل هو بذل فيه وقار، حماس فيه اتزان، سرور و ابتهاج فيه تعقل و استقرار.
-العشق يقوم على نزوة متقلبة ، أو رغبة عابرة أو غرض رخيص، بينما الحب يقوم على وعد أبدى متبادل بقبول الآخر و تعهد بتحمل شخصه بكل ما فيه.
-الحب يتجه نحو الكينونة لا نحو الملكية ، بمعنى أننا نحب الشخص لنفسه لا لصفاته.
-الحب الذى يعتمد على الغريزة الجنسية فقط فهو ليس حباً على الإطلاق ولكنه شهوة سريعة الزوال.
-ولكى تتمكن من التأكد من صدق النداء الداخلى فيك، فهذا يتطلب أولاً أن يكون لك حياة روحية صادقة، تعطيك البرهان وتشعرك بأن روح الله يعمل بوضوح فى هذا الأمر، وأن الضمير صادق و مخلص و غير منقسم.
*هذا و يستوعب مفهوم الحب الصادق هذه الخصائص التالية :
1-الاستمتاع برفقة الطرف الآخر مع الرغبة فى إدامة النظر إليه ، و التأمل فيه و التحدث معه.
2-تقبل الطرف الآخر كما هو.
3-حرص كل طرف على مصالح الطرف الآخر.
4-احترام المحبوب و تقديره.
5-البذل والعطاء بتقديم أقصى ما يمكن
"Giving the utmost"
حتى ولو وصل الأمر إلى حد التضحية بالنفس من أجل المحبوب.
6-فهم شخصية الطرف الآخر و اتجاهاته و تفضيلاته و دوافع سلوكه.
7-التلقائية فى التعامل و شعور كل طرف بأنه على طبيعته فى وجود الآخر.
8-الإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية .
9-الانشغال بالمحبوب حتى فى الأوقات التى يتعين فيها الإنخراط فى نشاطات أخرى.
10-التفرد
"Exclusiveness"
أى وجود جاذبية خاصة للمحبوب لا يمكن استبدالها ، ويقتضى هذا منتهى الالتزام والإخلاص للمحبوب، مع الامتناع عن إقامة أى علاقة مماثلة مع طرف آخر.
11-الرغبة الجنسية
"Sexual Desire"
وتظهر فى رغبة المحب فى القرب البدنى من المحبوب و لمسه و مداعبته ، ولكن يتم ضبط تلك الرغبة و التسامى بها لاعتبارات أخلاقية و دينية .فإذا كانت تتوفر فيك هذه الخصائص فاعلم أنك تحب.
الحب هو قوة حياة خلاقة مصدرها الله ، ف" الله محبة" (يو8:4)، الحب الصحيح هو ذلك الذى يكون مقدمة للخطوبة و الزواج، فلا يوجد حب لمجرد الحب، وإلا يكون شخص يتسلى بالطرف الأخر وهدفه الوحيد هو الإستمتاع، ودائما الذى يحب شخص حب حقيقى يخاف عليه ولا يقبل أن يمسه أحد بكلمة سوء.
نكرر الحب لابد أن يكون مقدمة للزواج، أو كما يقول علماء العلوم الإنسانية (الأنثروبولوجى) أن "الحب يكرسه وعد بالزواج" وبناء عليه فيجب أن يكون له زمان مناسب يتفق هذا الزمان مع ظروف الطرفين وإمكانياتهم، ومن الممكن أن تكون الظروف مناسبة تماما بعد التخرج مباشرة ، وقد يحتاج الشاب لعدة سنوات بعد التخرج.
ومعظم مشاكل الشباب فى الحب ترجع إلى عدم اختيار الوقت المناسب، ويحدث نتيجة لهذا أن يضطر أحد الطرفين إلى التخلى عن الأخر ، لأن هناك ظروف أقوى، وتلامس مع الواقع بنزع الأحلام الوردية.
وكان يمكن تلاشى كل هذا لو أحسن الفرد صنع القرار، وفكر جيدا و لم ينساق إلى عاطفته مهما كانت مقدسة، طالما لن يتوافر لها طريق التحقيق النهائى (الزواج) وبهذا ينجى نفسه من الدخول فى دوامة من العذاب و الاحباط أو الإكتئاب و اليأس.
ونحب أن نوضح أنه يجب أن يكون فى قلوبنا فى البداية حب عام تجاه المجتمع و الأسرة، وذلك قبل أن يكون لنا حب خاص موجه إلى شخص من الجنس الأخر بهدف الزواج، فالمعروف أن الكوب لا يفيض إن لم يمتلىء أولا.
مم يتولد الحب؟؟
يتولد الحب من عاطفة الإنسان، والعاطفة جهاز خاص موجود فى النفس الإنسانية، فالنفس الإنسانية فيها عنصران أساسيان:
العقل : وهو المسئول عن الوعى و الإدراك (الفهم) والتفكير و الاستنتاج و صنع القرارات.
العاطفة : وهى المسئولة عن المشاعر و الأحاسيس(الفرح،الحماس،الحب،الحزن،الكراهية) وحينما يوجد الإعجاب فهو يحرك العاطفة فتتولد منها مشاعر الحب.
الميل و الإعجاب:
قلنا سابقا أن الصداقة بين شاب و شابة ممكن أن تتطور وحينما أن تتطور فهى تصل إلى درجة الإعجاب(إعجاب بشخصيتها-طريقة تفكيرها-شكلها أدبها…)، وعندما يُعجب الشاب بفتاة فهو يرى فيها الأشياء الجميلة ، وكلما تقدم الإعجاب و زاد، اختفت من تفكيره و بصره الأشياء السيئة لذلك يقال أن "الحب أعمى"
LOVE IS BLIND
وقد رأى أحد المفكرين فى هذا القول مبالغة زائدة و فى رأيه أن الحب أعور(أى يرىبعين واحدة) يرى بها المحاسن و الأشياء الجميلة ، أما قولهم "أعمى" إذن فهو لا يرى أى شيئاًَ على الإطلاق! والحب لا يرى الأشياء الجميلة فقط ، بل أيضاً حتى الأشياء السيئة يراها جميلة فهو يرى فى الفتاة العنيدة أن شخصيتها قوية! و فى الماكرة و الخبيثة يرى الحكمة و الذكاء!
هذا الميل والإعجاب عبارة عن شعور عاطفى يدفعه للوجود على الساحة و يزيده عدة عوامل :
1- عوامل داخلية : وتتمثل فى الميل إلى الجنس الأخر ، و هذا ميل طبيعى و مقدس ، لكنه يحتاج إلى توجيه و إرشادحتى يسلك الإنسان بحكمة ، ولا شك أن إعتدال الأمور هو أنجحها فلا إفراط فى العلاقات ، ولا احجام و انزواء و تقوقع.
2-عوامل خارجية : مثل الملابس الجميلة الأنيقة-عطور خاصة-وسائر طرق التجميل ... بالإضافة للجو العام (جو شاعرى-موسيقى هادئة-ضوء خافت).
هذا و تختلف درجة الميل و الإعجاب من شخص إلى أخر ، وعندما يوجد الميل و الإعجاب بين شخصين فلا يمكن إخفاؤه عن الأخرين ، فسوف يشعرون به (من طريقة تعاملك معها-نظراتك إليها)، فالميل و الإعجاب لغة صامتة يحس بها الناس.
لكن انتبه :
فليس معنى الإعجاب بشخص من الجنس الأخر ، أن تحاول أن تكون لك علاقة خاصة معه ، فلماذا لا يستمر الإعجاب إعجاباً دون ارتباط عاطفى؟!
1- فيجب أن لا تنسى أن هناك شخصيات لها جاذبية عامة ، أى تتمتع بالقدرة على جذب انتباه كل من يتعامل معها.. فهل يفكر كل هؤلاء المعجبون فى الارتباط بهذه الشخصية عاطفياً!!!
2- كل إنسان فيه من الصفات الجميلة ما يستحق الإعجاب ، فلا مانع بالإعجاب بالأخرين ، ولكن لتستغل هذا الإعجاب فى اكتساب هذه الصفات الجميلة والتى تنقصك.
3- ليس معنى إعجابى بشخص أن يُعجب هو أيضاً بى ، فلابد من احترام حرية الشخص الأخر.
4- لابد من تحكيم العقل و العودة إلى الواقع ، بدلا من تخيل إعجاب من طرف ما نتيجة لتفسيرات مرضية تخدم رغباتنا.
ماذا يعجب الشاب فى الشابة التى يرغب الارتباط بها (والعكس) :
كثيراً ما يميل شاب إلى شابة معينة لأنها تشبهه، و تشترك معه فى كثير من الصفات و الميول ، والواقع أنه يعجب بنفسه أو بصورته فيها.
لكن هناك كثيرين يميلون إلى من يختلفون عنهم ، فهو يراها مكملة له ، فالكثير الحركة مثلاً يحب الهادئة ، الأسمر يميل إلى الأبيض.
الشاب قد يحب فتاة لأنها تشبه أمه، فبها صفات كثيرة من أمه، بل قد يصل الأمر إلى التشابه فى الشكل أيضاً.
أحياناً يكون الإعجاب نتيجة لجمال الشكل وهو ما يسمى ب
"PHYSICAL ATTRACTIVENESS"
(الجاذبية البدنية).
فالشاب يحب فى الفتاة : الشعر الأصفر-العيون الزرقاء والخضراء-الصوت الجميل . و باقى الصفات الجسمية الجمالية .
و الفتاة تحب فى الشاب : طول الفتى-أناقة ملابسه-جمال وانسجام ملامح الوجه.
ويكون التركيز على النواحى الجمالية كبيراً فى فترة المراهقة و بداية العشرينات.
ولا شك أن الاهتمام بجمال الشكل مهم وطبيعى بالنسبة للرجل ، لأن الرجل يتأثر و يستثار بمجرد النظر .
لكن عند الثلاثين وما بعدها ، لا يصبح للشكل أهميته الكبرى ، إذ يطغى الجانب العقلى والواقعى على تفكير الشباب ، فيكتفى بأن تكون الفتاة مقبولة شكلاً .
قد يُعجب شاب بشابة نتيجة لتعبيراتها اللفظية الراقية التى تعبر عن الأحاسيس والمشاعر (شكر-إعجاب-مديح-تهنئة...) فالذى يعجب الشاب فى الفتاة هو بلا شك رقتها و عذوبتها ولطفها .
ممكن الإعجاب يكون نتيجة لسعة الأفق واتساع الفكر الذى يتمتع به أحد الطرفين ، فهى تجيد الحديث فى مجالات مختلفة وهى قارئة و مثقفة تستمتع بالحديث معها وتذهل من إطلاعها .
يميل الشاب المسيحى إلى الفتاة التى لها نشاط روحى ، خادمة، منتظمة ومواظبة على الحضور للكنيسة .
كثيراً ما تحلم الشابة بالارتباط بشاب له شهرته ، وله وضعه القيادى (حب البطل) ،فهى تُسر بأنه على الرغم من معرفته لعدد كثير من الشابات إلا أنه يلتفت إليها فقط ، ويهتم بها كثيراً ، ويفضلها على غيرها .
أنماط أو مستويات أو درجات الحب فى الكتاب المقدس :
حب الايروس (الحب الشهوانى) :Eros1-
وهو الذى يريد أن يمتلك الآخر فهو يتعامل مع الآخر كشىء و ليس شخص ، وهو حب أنانى متمركز حول الذات ، وهو حب استهلاكى يتخذ الآخر مجالاً لإشباع الشهوات .
نموذج : أمنون و ثامار .
حب الفيليا (الحب الإنسانى العادى) :Philia2-
وهو حب متبادل من خلاله تسود مشاعر الود، وهو عاطفى جداً ، والعاطفية فيه تطغى على العقل ، وهو حب متقلب .
نموذج : حب المراهقين-الحب بين أزواج و زوجات أبرار العهد القديم (مثلاً حب يعقوب لراحيل).
حب الأغابى (الحب المسيحى) :Agape3-
وهو الحب الإنسانى الأصيل ، والذى كان يتمتع به آدم وحواء قبل السقوط ، وحينما تمم الكلمة المتجسد الفداء و جدد طبيعتنا بالروح القدس، أعاد إلينا هذا الحب ، و أصبح يتمتع به كل إنسان مسيحى مؤمن ، ومن صفاته أنه حب باذل مُضحى ، حب حقيقى ، ناضج وواعى ، حب قوى وله القدرة على الانتصار على الموت فهو حب خالد.
أسئلة :
س1 : كيف أعرف أن هذا النداء الداخلى والإنجذاب نحو الآخر هو حب و ليس عشقاً؟؟
-العشق والشهوة يقوم على التهور والاندفاع والانفعال العنيف ، بينما الحب ليس كذلك، بل هو بذل فيه وقار، حماس فيه اتزان، سرور و ابتهاج فيه تعقل و استقرار.
-العشق يقوم على نزوة متقلبة ، أو رغبة عابرة أو غرض رخيص، بينما الحب يقوم على وعد أبدى متبادل بقبول الآخر و تعهد بتحمل شخصه بكل ما فيه.
-الحب يتجه نحو الكينونة لا نحو الملكية ، بمعنى أننا نحب الشخص لنفسه لا لصفاته.
-الحب الذى يعتمد على الغريزة الجنسية فقط فهو ليس حباً على الإطلاق ولكنه شهوة سريعة الزوال.
-ولكى تتمكن من التأكد من صدق النداء الداخلى فيك، فهذا يتطلب أولاً أن يكون لك حياة روحية صادقة، تعطيك البرهان وتشعرك بأن روح الله يعمل بوضوح فى هذا الأمر، وأن الضمير صادق و مخلص و غير منقسم.
*هذا و يستوعب مفهوم الحب الصادق هذه الخصائص التالية :
1-الاستمتاع برفقة الطرف الآخر مع الرغبة فى إدامة النظر إليه ، و التأمل فيه و التحدث معه.
2-تقبل الطرف الآخر كما هو.
3-حرص كل طرف على مصالح الطرف الآخر.
4-احترام المحبوب و تقديره.
5-البذل والعطاء بتقديم أقصى ما يمكن
"Giving the utmost"
حتى ولو وصل الأمر إلى حد التضحية بالنفس من أجل المحبوب.
6-فهم شخصية الطرف الآخر و اتجاهاته و تفضيلاته و دوافع سلوكه.
7-التلقائية فى التعامل و شعور كل طرف بأنه على طبيعته فى وجود الآخر.
8-الإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية .
9-الانشغال بالمحبوب حتى فى الأوقات التى يتعين فيها الإنخراط فى نشاطات أخرى.
10-التفرد
"Exclusiveness"
أى وجود جاذبية خاصة للمحبوب لا يمكن استبدالها ، ويقتضى هذا منتهى الالتزام والإخلاص للمحبوب، مع الامتناع عن إقامة أى علاقة مماثلة مع طرف آخر.
11-الرغبة الجنسية
"Sexual Desire"
وتظهر فى رغبة المحب فى القرب البدنى من المحبوب و لمسه و مداعبته ، ولكن يتم ضبط تلك الرغبة و التسامى بها لاعتبارات أخلاقية و دينية .فإذا كانت تتوفر فيك هذه الخصائص فاعلم أنك تحب.