حب أم شهوة؟
إذا كانت الشهوة هي ما يقود علاقتك بالشخص الآخر فإن هذه العلاقة لن تنجح أبداً. وإليك الأسباب:
لقد نشأت في عائلة ملحدة ولم ألتقي بالكثير من المؤمنين المسيحيين إلاّ عندما دخلت الجامعة، بدا لي أنهم أشخاص طيبون وقد حسدتهم على نوعية الصداقة التي كانت تربطهم،و بالرغم من ذلك فقد بدوا لي ساذجين لدرجة مؤلمة وبريئين جداً خصوصاً فيما يتعلق بالجنس مما أثار تعاطفي تجاههم ، الاّ أن تفكيري منذ ذلك الوقت تغير بشكل جذري، و أريد في هذا المقال أن أرى فيما اذا كان هناك أسباب منطقية مقنعة تجعلنا نأخذ تعاليم الكتاب المقدس عن الجنس على محمل الجد.
بعكس الاعتقاد الشائع فإن المسيحيين المؤمنون لا ينظرون للجنس على أنه شيء سيء. لقد خلق الله البشر وبداخلهم هذه الرغبة وقصد الله بها شيئاً جميلاً، وجيداً جداً. الجنس ليس فقط وسيلة للحمل، بل هو وسيلة للمتعة والتعبير العاطفي عن الحب الشديد. لكن الله وضعه ضمن إطار علاقة زوجية مدى الحياة بين رجل واحد وامرأة واحدة. الثقافة المعاصرة بغالبيتها تخلت عن هذا المفهوم، ولكن ماذا بالنسبة للمسيحيين المؤمنين هل للأمر علاقة بالثقافة السائدة؟؟ بالطبع لا
الأسباب العملية:
من وجهة نظر عملية فإن هناك الكثير من الإيجابيات في إتباع التعاليم التي يذكرها الكتاب المقدس حول الجنس فالإلتزام بها يحمي الإنسان من الأمراض التناسلية المعدية في هذا العالم الذي يفتك فيه الإيدز بمجتمعات بأكملها ، ويحمي أيضاً من الحمل غير المرغوب فيه خارج نطاق الزواج.
كما أن إبقاء الجنس محصوراً في إطار الحياة الزوجية يجنّب الألم والتدمير الذي تجلبه المقارنة بين الأزواج وبين من تم ممارسة الجنس معهم خارج العلاقة الزوجية هذا بالإضافة إلى أن بقاء الجنس ضمن العلاقة الزوجية فقط يحمي من موقف مؤلم وخطير جداً فيه أحد الزوجين متيّم بالآخر بينما الآخر يجري وراء إشباع شهوته الجنسية
سبب آخر هو أن رغباتنا ودوافعنا الجنسية إدمانية الطابع وقد شبهها أحدهم بأن لها محرك "فيراري" و كوابح دراجة هوائية فكلما هيّجنا وأشبعنا رغبتنا الجنسية بطرق غير لائقة تزداد صعوبة أن نبقى أوفياء للزواج هذا بالإضافة إلى كل الألام التي تجلبها الخيانة، واحصائيات الطلاق الموجودة في العالم تعكس ما هي قيمنا الجنسية .
الأسباب الأيديولوجية
إن الأسباب العملية وحدها تعد قوية وكافية لدعم ما جاء به الكتاب المقدس من تعاليم حول الجنس، ولكن هناك المزيد من الأسباب الجوهرية لحصر ممارسة الجنس في العلاقة الزوجية. فالله لم يصمم الجنس لنستمتع ونصل إلى النشوة من خلاله بل هو للتعبير عن الحب والألفة الجسدية والعلاقة الحميمة.
إن ممارسة الجنس مع أحدهم لها أهمية كبيرة وتنطوي على معان عميقة وإساءة استخدام الجنس يمكن أن تكون مدمرة . هناك قصة جميلة عن قضية في المحكمة قام فيها رجل بمقاضاة مصنع جزازة للأعشاب لأنه جرح نفسة أثناء استخدامها لتزيين بعض الشجيرات مُدّعياً أن إرشادات الإستعمال لم تقل أنه لا يجب أن تستعملها لهذا الشيء. والأمر كذلك مع الجنس فقد وجد لهدف وفيه الكثير من القوة التي تكون مدمرة ومؤذية اذا لم تستخدم بحسب تعليمات الخالق.
لفهم رأي الكتاب المقدس وما يعلمه بخصوص الجنس علينا أن نعرف الفرق بين الحب والشهوة. الحب يكرّم ويقدّر ويطلب الأفضل للمحبوب، الحب يركز على الطرف الاخر بتضحية وعدم أنانية و عدم هروب من الإلتزام بينما الشهوة تسعى لإستخدام الأشياء أو الناس لإشباع رغباتها وتسديد احتياجاتها ، الشهوة أنانية وذاتية وترفض كل التزام.
الحب والشهوة على طرفي نقيض وهما في صراع صريح معاً، والسؤال الذي ينبغي علينا أن نسأله هو:" هل علاقاتنا الجنسية تعبّر عن حب أم شهوة؟" هل هي" أريد أن أكرمك وأقدرك و أمنحك ذاتي"؟ أم هي" أريد أن أستخدمك كأداة لإشبع رغبتي في الوصول إلى النشوة وأستغلك وآخذ منك"؟ لقد صمم الله الجنس كتعبير عن الحب وإستخدامه لإشباع الشهوه هي كذبة خطيرة ومدمرة إلى أبعد الحدود .
دور الزواج:
الزواج هو لغز عميق، اتحاد شخصين ليصبحا شخصاً واحداً، إنه لا يضمن ولا يفرضه ولكن إن أُخذناه بشكل جدي كالتزام غير مشروط من الوفاء والإخلاص مدى الحياة فإنه يساعدنا على التمييز بين الحب والشهوة، وكما تختبر ورقة عباد الشمس وجود الحامض هكذا يختبر الزواج وجود الإلتزام. . كيف يمكننا أن نعرف حقيقةً أننا نحب شخص بشكل يكفي لممارسة الجنس معه؟ الإجابة هي: هل أنا مستعد أن ألتزم معه وأرتبط به مدى الحياة؟ أي هل أريد الزواج به؟
الزواج هو بيئة آمنة، جميعنا معرض للخطأ فنحن غير معصومين. كيف يمكننا أن نثق بمحبة شريكنا في ضوء ضعفاتنا ونقائصنا؟ الإجابة مرة أخرى هي الإلتزام إذا غاب الإلتزام فهذا معناه أن الحب غير حقيقي وفي هذه الحالة يُختزل الجنس إلى الوصول إلى النشوة والتي (تقنيا) لا تحتاج إلى شخصين.
الخلاصة:
الشهوة هي أمر مغري وقوي جداً لكنها أنانية وتتعارض تماماً مع الحب عندما نقوم بإشباع رغباتنا وشهواتنا بشكل غير صحيح فإننا ننجرف بطريقة شنيعة نحو العزلة والوحدة والقلق والفراغ وعدم الشعور بالأمان. فماذا يبقى لنا عندما تصبح النشوة الجنسية مملة وغير مرضية؟ سنبقى وحدنا لنواجه الألم و الذنب و الوحدة.
إن الحب مع الإلتزام أمر بغاية الأهمية وهو شيء ثمين جداً يتطلب الشرف والاحترام والمغفرة والتضحية والعمل الجاد وهو الطريق للخروج من الوحدة والألم واليأس والشك التي تعذب مجتمعاتنا، واذا استبدلنا الحب بالشهوة سننتهي بشعور غير أصيل و لا معنى له أشبع غريزة جسدية فقط .
قصد الله لنا أن نتحرر من قوة ومن عبودية الشهوة ونتجه نحو الحب الحقيقي والطاهر، الكل يسقط ويخطئ الاّ الله الذي ينظر إلى الزنا و الأفكار الشهوانية بنفس الطريقة، ومع ذلك فإنه يعرض علينا كل المغفرة التي نحتاجها لنكون في علاقة شخصية حميمة معه، والحب الذي نختبره في علاقتنا مع الله يبدأ بالظهور في علاقتنا مع بعضنا البعض والخيار لنا أما أن نتجاوب مع ما يقدمه الله لنا ونسعى للحصول على حب يستمد قوته من محبته لنا أو نرفض الله ونطلق العنان إلى الشهوة المدمرة.
منقوللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل
إذا كانت الشهوة هي ما يقود علاقتك بالشخص الآخر فإن هذه العلاقة لن تنجح أبداً. وإليك الأسباب:
لقد نشأت في عائلة ملحدة ولم ألتقي بالكثير من المؤمنين المسيحيين إلاّ عندما دخلت الجامعة، بدا لي أنهم أشخاص طيبون وقد حسدتهم على نوعية الصداقة التي كانت تربطهم،و بالرغم من ذلك فقد بدوا لي ساذجين لدرجة مؤلمة وبريئين جداً خصوصاً فيما يتعلق بالجنس مما أثار تعاطفي تجاههم ، الاّ أن تفكيري منذ ذلك الوقت تغير بشكل جذري، و أريد في هذا المقال أن أرى فيما اذا كان هناك أسباب منطقية مقنعة تجعلنا نأخذ تعاليم الكتاب المقدس عن الجنس على محمل الجد.
بعكس الاعتقاد الشائع فإن المسيحيين المؤمنون لا ينظرون للجنس على أنه شيء سيء. لقد خلق الله البشر وبداخلهم هذه الرغبة وقصد الله بها شيئاً جميلاً، وجيداً جداً. الجنس ليس فقط وسيلة للحمل، بل هو وسيلة للمتعة والتعبير العاطفي عن الحب الشديد. لكن الله وضعه ضمن إطار علاقة زوجية مدى الحياة بين رجل واحد وامرأة واحدة. الثقافة المعاصرة بغالبيتها تخلت عن هذا المفهوم، ولكن ماذا بالنسبة للمسيحيين المؤمنين هل للأمر علاقة بالثقافة السائدة؟؟ بالطبع لا
الأسباب العملية:
من وجهة نظر عملية فإن هناك الكثير من الإيجابيات في إتباع التعاليم التي يذكرها الكتاب المقدس حول الجنس فالإلتزام بها يحمي الإنسان من الأمراض التناسلية المعدية في هذا العالم الذي يفتك فيه الإيدز بمجتمعات بأكملها ، ويحمي أيضاً من الحمل غير المرغوب فيه خارج نطاق الزواج.
كما أن إبقاء الجنس محصوراً في إطار الحياة الزوجية يجنّب الألم والتدمير الذي تجلبه المقارنة بين الأزواج وبين من تم ممارسة الجنس معهم خارج العلاقة الزوجية هذا بالإضافة إلى أن بقاء الجنس ضمن العلاقة الزوجية فقط يحمي من موقف مؤلم وخطير جداً فيه أحد الزوجين متيّم بالآخر بينما الآخر يجري وراء إشباع شهوته الجنسية
سبب آخر هو أن رغباتنا ودوافعنا الجنسية إدمانية الطابع وقد شبهها أحدهم بأن لها محرك "فيراري" و كوابح دراجة هوائية فكلما هيّجنا وأشبعنا رغبتنا الجنسية بطرق غير لائقة تزداد صعوبة أن نبقى أوفياء للزواج هذا بالإضافة إلى كل الألام التي تجلبها الخيانة، واحصائيات الطلاق الموجودة في العالم تعكس ما هي قيمنا الجنسية .
الأسباب الأيديولوجية
إن الأسباب العملية وحدها تعد قوية وكافية لدعم ما جاء به الكتاب المقدس من تعاليم حول الجنس، ولكن هناك المزيد من الأسباب الجوهرية لحصر ممارسة الجنس في العلاقة الزوجية. فالله لم يصمم الجنس لنستمتع ونصل إلى النشوة من خلاله بل هو للتعبير عن الحب والألفة الجسدية والعلاقة الحميمة.
إن ممارسة الجنس مع أحدهم لها أهمية كبيرة وتنطوي على معان عميقة وإساءة استخدام الجنس يمكن أن تكون مدمرة . هناك قصة جميلة عن قضية في المحكمة قام فيها رجل بمقاضاة مصنع جزازة للأعشاب لأنه جرح نفسة أثناء استخدامها لتزيين بعض الشجيرات مُدّعياً أن إرشادات الإستعمال لم تقل أنه لا يجب أن تستعملها لهذا الشيء. والأمر كذلك مع الجنس فقد وجد لهدف وفيه الكثير من القوة التي تكون مدمرة ومؤذية اذا لم تستخدم بحسب تعليمات الخالق.
لفهم رأي الكتاب المقدس وما يعلمه بخصوص الجنس علينا أن نعرف الفرق بين الحب والشهوة. الحب يكرّم ويقدّر ويطلب الأفضل للمحبوب، الحب يركز على الطرف الاخر بتضحية وعدم أنانية و عدم هروب من الإلتزام بينما الشهوة تسعى لإستخدام الأشياء أو الناس لإشباع رغباتها وتسديد احتياجاتها ، الشهوة أنانية وذاتية وترفض كل التزام.
الحب والشهوة على طرفي نقيض وهما في صراع صريح معاً، والسؤال الذي ينبغي علينا أن نسأله هو:" هل علاقاتنا الجنسية تعبّر عن حب أم شهوة؟" هل هي" أريد أن أكرمك وأقدرك و أمنحك ذاتي"؟ أم هي" أريد أن أستخدمك كأداة لإشبع رغبتي في الوصول إلى النشوة وأستغلك وآخذ منك"؟ لقد صمم الله الجنس كتعبير عن الحب وإستخدامه لإشباع الشهوه هي كذبة خطيرة ومدمرة إلى أبعد الحدود .
دور الزواج:
الزواج هو لغز عميق، اتحاد شخصين ليصبحا شخصاً واحداً، إنه لا يضمن ولا يفرضه ولكن إن أُخذناه بشكل جدي كالتزام غير مشروط من الوفاء والإخلاص مدى الحياة فإنه يساعدنا على التمييز بين الحب والشهوة، وكما تختبر ورقة عباد الشمس وجود الحامض هكذا يختبر الزواج وجود الإلتزام. . كيف يمكننا أن نعرف حقيقةً أننا نحب شخص بشكل يكفي لممارسة الجنس معه؟ الإجابة هي: هل أنا مستعد أن ألتزم معه وأرتبط به مدى الحياة؟ أي هل أريد الزواج به؟
الزواج هو بيئة آمنة، جميعنا معرض للخطأ فنحن غير معصومين. كيف يمكننا أن نثق بمحبة شريكنا في ضوء ضعفاتنا ونقائصنا؟ الإجابة مرة أخرى هي الإلتزام إذا غاب الإلتزام فهذا معناه أن الحب غير حقيقي وفي هذه الحالة يُختزل الجنس إلى الوصول إلى النشوة والتي (تقنيا) لا تحتاج إلى شخصين.
الخلاصة:
الشهوة هي أمر مغري وقوي جداً لكنها أنانية وتتعارض تماماً مع الحب عندما نقوم بإشباع رغباتنا وشهواتنا بشكل غير صحيح فإننا ننجرف بطريقة شنيعة نحو العزلة والوحدة والقلق والفراغ وعدم الشعور بالأمان. فماذا يبقى لنا عندما تصبح النشوة الجنسية مملة وغير مرضية؟ سنبقى وحدنا لنواجه الألم و الذنب و الوحدة.
إن الحب مع الإلتزام أمر بغاية الأهمية وهو شيء ثمين جداً يتطلب الشرف والاحترام والمغفرة والتضحية والعمل الجاد وهو الطريق للخروج من الوحدة والألم واليأس والشك التي تعذب مجتمعاتنا، واذا استبدلنا الحب بالشهوة سننتهي بشعور غير أصيل و لا معنى له أشبع غريزة جسدية فقط .
قصد الله لنا أن نتحرر من قوة ومن عبودية الشهوة ونتجه نحو الحب الحقيقي والطاهر، الكل يسقط ويخطئ الاّ الله الذي ينظر إلى الزنا و الأفكار الشهوانية بنفس الطريقة، ومع ذلك فإنه يعرض علينا كل المغفرة التي نحتاجها لنكون في علاقة شخصية حميمة معه، والحب الذي نختبره في علاقتنا مع الله يبدأ بالظهور في علاقتنا مع بعضنا البعض والخيار لنا أما أن نتجاوب مع ما يقدمه الله لنا ونسعى للحصول على حب يستمد قوته من محبته لنا أو نرفض الله ونطلق العنان إلى الشهوة المدمرة.
منقوللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل